الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور ضعيف فقد أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد، قال الهيثمي: فيه أيوب بن نهيك ضعفه أبو حاتم وغيره ووثقه ابن حبان وقال يخطئ. ولكن جميع ما ورد في الحديث قد دلت الأدلة الصحيحة على مشروعيته، فيستحب الحفاظ على صلاة الضحى وكذا على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأما الوتر فهو من آكد السنن، ولا ينبغي تركه للاختلاف في وجوبه ولمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على فعله سفراً وحضراً، وما تفعله من الاقتصار على ركعة واحدة في الوتر جائز لا حرج فيه، ويحصل به أصل السنة، فإن أقل الوتر ركعة واحدة في قول الجمهور، والاقتصار عليها غير مكروه، قال البهوتي في الروض: وأقله ركعة لقوله عليه الصلاة والسلام: الوتر ركعة في آخر الليل. رواه مسلم. ولا يكره الوتر بها، لثبوته عن عشرة من الصحابة، ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم. انتهى.
ويدل لهذا أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل. رواه أبو داود. وقيل: لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه يوتر بركعة واحدة، فقال ابن عباس: إنه فقيه. أخرجه البخاري.
ولكن الأفضل والأكمل أن توتر بأكثر من ذلك، وأقل الكمال ثلاث ركعات، تصلي ركعتين ثم تسلم ثم تصلي ركعة توتر بها، جاء في الروض مع حاشيته: (وأدنى الكمال) في الوتر ثلاث ركعات لأن الركعة الواحدة اختلف في كراهتها والأفضل أن يتقدمها شفع فلذلك كانت الثلاث أدنى الكمال، وروي من غير وجه أنه كان يوتر بثلاث، وقال: من أحب أن يوتر بثلاث فليفعل. بسلامين. فيصلي ركعتين ويسلم في الثالثة. انتهى.
وكلما زدت فهو خير فإن الصلاة خير موضوع كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.