الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي وهو يبين معنى هذا الحديث: فإذا خرجت استشرفها. أي زينها في نظر الرجال. انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير: النساء أعظم حبائل الشيطان وأوثق مصائده فإذا خرجن نصبهن شبكة يصيد بها الرجال فيغريهم ليوقعهم في الزنا، فأمرن بعدم الخروج حسما لمادة إغوائه وإفساده. انتهى.
فثبت من هذا الحديث أن الشيطان ـ عليه لعنة الله ـ يحسن النساء في أعين الرجال حتى يوقعهم جميعا فيما يغضب الله ويسخطه؛ ولذا فقد أمر المؤمنون والمؤمنات بغض البصر ليسلموا من فتنته قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النــور:30، 31}
من هنا نعلم أن ما يحدث معك من استحسان النساء اللاتي تراهن في الطرقات والشوارع إنما هو من كيد الشيطان ووسوسته بجانب ما جبل عليه الرجال من الميل الفطري إلى النساء، فعليك أن تستعيذ بالله من شره وكيده، وأن تلزم غض البصر.
أما بالنسبة لعدم استحسانك لمن تذهب لخطبتهن فهذا أمر وارد، ولكنا ننصحك بعدم المبالغة في الاختيار لئلا تتأخر عن الزواج الذي هو عصمة للرجل، وباب كبير من أبواب العفة والإحصان.
ولا تعلق قبولك للمرأة على حصول ميل منك لها، بل من الممكن أن تكتفي بعدم وجود ما تنفر منه نفسك مع طول العشرة وكثرة الصحبة والمخالطة الحاصلة بالزواج يتولد الود والألفة.
والله أعلم.