الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن السائل الكريم قد أحسن في زيارة قبر أمه ودعائه لها، وأما مسألة كلامه معها بالطريقة المذكورة في السؤال مع علمه بوفاتها، طلباً لراحة نفسه لا أكثر، فلا نرى في ذلك حرجاً شرعياً، لعدم الدليل المانع من ذلك، لا سيما والراجح الذي عليه جمهور العلماء أن الميت يسمع كلام زائره في الجملة، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم :134413، والفتوى رقم: 4276.
وإن كنا نرى أن الأفضل هو الاشتغال بالدعاء لها ولعموم المسلمين، أو بذكر الله تعالى والتفكر في أحوال الموتى وأمور الآخرة، فإن ذلك هو الغاية الأصلية من مشروعية زيارة القبور، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة. رواه مسلم وابن ماجه واللفظ له.
وأما مسألة النوم في المقبرة بعض الليالي فقد نص الفقهاء على كراهته، قال الشيرازي في المهذب: يكره المبيت في المقبرة لما فيها من الوحشة. انتهى. قال النووي في المجموع: نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب. انتهى. وقال ابن الهمام في فتح القدير: يكره النوم عند القبر... وكل ما لم يعهد من السنة. انتهى.
والله اعلم.