الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآية المذكورة جاءت في سياق حديث القرآن عن الأساليب والوسائل التي استخدمها نوح عليه السلام في دعوة قومه من الترغيب والترهيب، فرغبهم في الطاعة بإنزال المطر وكثرة المال والولد وجعل أرضهم بساتين وجنات فيها أنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية بينها، فهذا مقام الدعوة بالترغيب بالدنيا وما فيها.
أما في الآخرة فهو دخول جنة الخلد، لذلك -والله أعلم- جاء التعبير بـ "يجعل لكم" ولم يأت بـ"يدخلكم" كما في آيات أخرى، لأن الجنات المذكورة هنا هي بساتين في الدنيا، وليست جنات الخلد التي وعد المتقون بدخولها في الآخرة.
قال أهل التفسير: علم نبي الله صلى الله عليه وسلم أنهم أهل حرص على الدنيا فقال: هلموا إلى طاعة الله فإن في طاعة الله درك الدنيا والآخرة، فأعلمهم عليه السلام أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا، وكانوا أهل فلاحة فوعدهم بنزول المطر الذي به السلامة من القحط، وبالزيادة في الأموال...
والله أعلم.