الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فطاعة الزوج في المعروف واجبة على الزوجة، وانظري حدود طاعة الزوجة لزوجها في الفتوى رقم : 115078.
والواجب على الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف، ولا يلزمها أن تنفق على البيت من مالها إلا أن تتبرع له عن طيب نفس، وما تكسبه المرأة من عملها هو حق خالص لها لا يجوز لزوجها أن يأخذ منه شيئاً، إلا أن يكون قد اشترط للسماح لها بالخروج إلى العمل أن تعطيه قدراً منه، فيلزمها الوفاء به، كما بيناه في الفتوى رقم: 35014، ولا يجوز له أن يمنعها من التصرف في مالها، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 76751.
وإذا لم ينفق الزوج على زوجته ورضيت بالبقاء معه، فقد ذكر الفقهاء أن من حقها حينئذ أن تمنعه حق المعاشرة.
قال ابن قدامة ( الحنبلي): إذا رضيت بالمقام مع ذلك (عدم الإنفاق) لم يلزمها التمكين من الاستمتاع. المغني.
وقال الشيرازي (الشافعي) : وإن اختارت المقام بعد الإعسار لم يلزمها التمكين من الإستمتاع. المهذب.
وأمّا الامتناع عن تأدية الصداق فليس مسوغا لامتناعك من طاعته، لكنّه دين عليه يجب أن يؤديه لك إن حل أجله وقدر عليه.
ولا يجوز لزوجك أن يمنعك من الإنجاب فالإنجاب حقّ مشترك للزوجين لا يجوز لأحدهما أن يمنع الآخر منه، كما بينّاه في الفتوى رقم :31369.
كما أنّه لا يجوز للرجل أن يعزل عن زوجته الحرة إلا برضاها،على الراجح من كلام العلماء.
قال ابن قدامة: ولا يعزل عن الحرة إلا بإذنها.المقنع.
والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك وتطالبيه بمعاشرتك بالمعروف وأداء ما أوجب الله عليه نحوك من النفقة والسكنى بالمعروف، وأن يعاملك معاملة كريمة ولا يعرضك للإهانة من أهله، فإذا لم ينفع ذلك فليتدخل بعض العقلاء من أهلك للإصلاح بينكما، و ينبغي أن تكثري من الدعاء فإنّ الله قريب مجيب.
والله أعلم.