الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوفاء بالوعد من مكارم الأخلاق التي حث عليها الإسلام، ولكنه لا يلزم الوفاء به عند جمهور أهل العلم، وباتفاقهم إذا كان الوعد مجردا ولم يدخل الموعود بسببه في شيء من الالتزامات أما إذا دخل بسببه في التزام يعود عليه بالضرر التأخر عنه فالراجح أن الوفاء به واجب لحديث: لا ضرر ولا ضرار. وراه مالك وغيره. وانظري تفاصيل ذلك ومذاهب أهل العلم وأقوالهم في الوفاء بالوعد في الفتوى: 17057.
ومما تقدم تعلمين أنه لا حرج عليك ولا إثم إذا تراجعت عن توصيل زميلتك إلى منزلها، وإن كان الأولى والأفضل مواصلة فعل هذا الخير إذا لم تكن فيه مشقة أو تفويت مصلحة بالنسبة لك.
وكذلك لا حرج في التراجع عن العملية أو موعد الطبيب إلا إذا كان الطبيب قد دخل في التزام مالي مثلا كأن يكون قد حجز مكانا أو شخصا مساعدا أو معدات لازمة، فإن كان قد فعل شيئا من ذلك وتم التراجع منك فالظاهر أن عليك تعويضه عما حصل له من الضرر بحسب الضرر نفسه.
والله أعلم.