الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وبعد فالموظف في الدوائر الحكومية وغيرها يعتبر أجيرا خاصا لدى جهة عمله، والأجير الخاص هو من قدر نفعه بالزمن. جاء في كشاف القناع: قال: الأجير الخاص من قدرّ نفعه بالزمن لاختصاص المستأجر بمنفعته في مدة الإجارة لا يشاركه فيها غيره.
وإذا سلم نفسه للعمل فإنه يستحق الأجرة بالتمكين سواء وجد عمل أو لم يوجد. جاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق: الأجير الخاص إذا سلم نفسه ولم يستعمله المستأجر يستحق الأجرة.
وبناء عليه فإن وقتك أثناء الدوام مملوك لجهة عملك وعليك الالتزام به في الحضور والانصراف ولو لم يكن لديك شغل، ما لم تستأذني ممن هو مخول بالإذن في ذلك، فإن أذن لك في الانصراف قبل انقضاء وقت الدوام جاز لك ذلك وإلا فلا. ولا يعفيك من هذا أن تكتبي وقت انصرافك وحضورك حقيقة، فأنت مطالبة بمقتضى العقد بأن تحضري وتنصرفي في وقت محدد، وأن لا تغادري مكان عملك إلا بإذن، وإذا فرض أن كان عرف العمل هو أن كتابة الموظف ساعة خروجه الحقيقية إذن فلا مانع.
وننصحك ألا تنظري إلى كثرة من لا يلتزمون من العمال بوقت الدوام فذلك لايبيح لك مشاكلتهم فيما هم عليه من الباطل، فكوني على الحق ولوكنت وحدك، واجعلي من نفسك قدوة لهم على الخير ولا تقتدي بهم في الشر.
وأما اطلاعك على الانترنت وتصفحك للجرائد أو انشغالك بعمل خاص بك في وقت فراغك ولا تأثير له على العمل فلا حرج فيه والأولى أن تستأذني جهة عملك فيه.
وللمزيد انظري الفتاوى: 102816، 11171 .
والله أعلم.