الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على المسلم أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها، ولا يجوز له الترخص بالجمع بين الصلاتين من غير مسوغ شرعي، وقد قال الله عز وجل: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء:103}، وسئُل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل، فقال: الصلاة على وقتها. وقد رخص بعض العلماء للمرضع التي يشق عليها تفريق الصلوات لكثرة ملابسة النجاسة في الجمع بين الصلاتين، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 118970.
ولكن هذه العلة ليست هي الحاملة لك على إرادة الجمع، ومن ثم فلا يكون لك رخصة في الجمع بين الصلاتين، بل الواجب عليك أن تؤدي كل صلاة في وقتها، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 63568. أن النوم ليس عذراً يسوغ الجمع بين الصلاتين، وعليه فإن استطعت أن تبقي مستيقظة إلى دخول وقت العشاء فهو أحسن لما في النوم قبل العشاء من الكراهة، وإن غلبك النوم فخذي بأسباب الاستيقاظ من ضبط منبه ونحوه، فإن استيقظت فهو المراد وإن لم تستيقظي بعد الأخذ بالأسباب فليس عليك جناح لأن النائم مرفوع عنه القلم، وراجعي للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 126519 وما أحيل عليه فيها.
واعلمي أن ذلك وإن شق عليك فإنك تؤجرين أجراً عظيماً، فإن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
وأما رمضان فلك رخصة في الفطر فيه إذ المرضع ممن يرخص لهم في الفطر، ويلزمك قضاء الأيام التي تفطرينها، ويلزمك كذلك عند كثير من العلماء فدية طعام مسكين عن كل يوم تفطرينه إن كان فطرك لأجل الخوف على الولد، وانظري لذلك الفتوى رقم: 113353.
والله أعلم.