الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فابتداء ننبهك إلى أنه يجب عليك أن تستر على أمك فلا تخبر أحدا بما رأيته منها من معصية لله سبحانه لا أباك ولا غيره. وقولك إن حكم الدين أنه يجب عليها أن تعترف لزوجها بذلك حتى يسامحها قول خاطئ لا دليل عليه بل هذا مخالف لحكم الشرع، فلا يجب ولا يستحب بل ولا يجوز لها أصلا أن تخبر أحدا بهذه الجريمة ولكن يجب عليها أن تستر نفسها وتتوب إلى ربها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله، و ليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته، نقم عليه كتاب الله. صححه الألباني. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهزال الذي أشار على ماعز عند ما وقع في الزنا أن يظهر أمره للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك. صححه الألباني.
ولكن الواجب عليك هو أن تنصح لأمك لتقطع علاقاتها بهؤلاء الرجال الأجانب الذين تتواصل معهم دون أن تخبرها بعلمك بما كان منها سابقا، فإن لم تقدر على ذلك فأعلم بهذا من يملك زجرها عن هذه المعصية من أخوالك ونحوهم.
فإن لم يجد هذا فعليك حينئذ أن تعلم أباك بذلك ليكفها عن علاقتها بهؤلاء الناس ولكن دون أن تعلمه بما حدث منها من مواقعة الفاحشة.
وننبهك على أن فعل الأم للمعاصي لا يسقط حقها على ولدها من البر كما بيناه في الفتوى رقم: 40775.
فإذا قمت بحقها عليك من البر والصلة ظاهرا وترك إيذائها بالقليل والكثير فلن يضرك إن شاء الله ما تجده في صدرك من نفور منها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. رواه مسلم.
والله أعلم.