الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالقول بأن النار لا تؤثر في إبليس لأنه خلق منها قول باطل لأمرين:
الأول: أن الله أخبر في كتابه الكريم أنه سيدخل إبليس النار عقوبة له على إبائه واستكباره عن السجود لآدم عليه السلام، ولو كانت النار لا تؤثر فيه لما تحققت العقوبة، ولكان إدخاله النار عبثاً، والله تعالى منزه عن ذلك.
والثاني: أن مادة إبليس النار، ولم تعد ذاته ناراً بعد خلقه ونفخ الروح فيه حتى لا تؤثر فيه، كما أن مادة آدم عليه السلام الطين، لكن بعد خلقه ونفخ الروح فيه أصبح ذاتاً تتأثر بالطين، كما نشاهد ذلك.
ومن أحسن ما يروى عن بعض العلماء أنه جاءه رجل فقال: النار لا تؤثر في إبليس لأنه منها، فأخذ العالم طيناً يابساً، فرماه به حتى أثر فيه، فقال: لِمَ فعلت هذا؟ فقال: ألست خلقت من الطين؟ فقال: بلى. فقال: فلم أثر فيك فسكت.
وفي هذا كفاية لبطلان الشبهة المدافعة عن إبليس عليه لعنة الله.
وأما ما يتعلق بتحية المسجد الحرام، فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن تحية المسجد الحرام بمكة هي الطواف بالبيت بالنسبة للآفاقي الذي قدم مكة لعمرة أو حج ، فكلما دخل المسجد طاف بالبيت تحية للمسجد ، إلا إذا كان هنالك عذر يمنعه من ذلك ، كالمرض أو العجز أو إقامة الصلاة ونحو ذلك أما إن كان الداخل للمسجد من أهل مكة فإنه يحي المسجد بركعتين ، مثل سائر المساجد.
والله أعلم.