الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في كون المحافظة على الصلوات من أجل الطاعات وأعظم القربات، وهي من الاستجابة لله عز وجل، وقد وعد الله تعالى من استجاب له بأنه يجيب دعاءه فقال جل شأنه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}
ولكون الصلاة والمحافظة عليها من أعظم أسباب إجابة الدعاء رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء دبر الصلوات، واستحب الدعاء عقب الصلاة جماعات من أهل العلم.
قال ابن رجب في شرح البخاري: واستحب - أيضاً - أصحابنا وأصحاب الشافعي الدعاء عقب الصلوات ، وذكره بعض الشافعية اتفاقاً، واستدلوا بحديث أبي أمامة قال: قيل لرسول الله : أي الدعاء أسمع؟ قال : ( جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات ) خرّجه الإمام أحمد والترمذي وحَّسنه. انتهى.
وللمصلي في أثناء صلاته مواضع يستحب له فيها الدعاء، ويكون دعاؤه فيها أرجى إجابة منه في غيرها، كالدعاء في السجود فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء: وقال صلى الله عليه وسلم: وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم. خرجهما مسلم.
وكذا الدعاء قبل التسليم فقد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعد ما علمهم التشهد: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به. متفق عليه.
وكذا الدعاء بين السجدتين وغير ذلك من مواطن الدعاء في الصلاة، فمن حافظ على الصلوات ودعا في صلاته أو خارجها كان ذلك سببا في إجابة دعائه إن شاء الله.
والله أعلم.