الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعمل البنوك الربوية أساسا يقوم على نظام الفوائد الربوية، كما تتضمن معظم معاملاتها غرراً وجهالة ومقامرة، فعلى سبيل المثال تجمع أموال الناس في صورة ودائع، وتعطيهم فائدة، ثم تقرض هذا المال لآخرين بسعر فائدة أعلى، وهي بذلك تتعامل بالربا أخذاً وإعطاءً .
كما أن البنوك الربوية غير ملتزمة بالأخلاقيات في معاملاتها إذا ما تعارضت مع أغراضها الأساسية ، وهي تحقيق أقصى ربحية ممكنة فعلى سبيل المثال إذا تأخر المدين عن سداد القروض في ميعاده المحدد تقوم بمقاضاته ، وتحميله بفوائد التأخير ، وفي معظم الأحيان تقوم بحبس المعسر ، وإعلان إفلاسه ، والاستيلاء على كل ما يملك حتى لوازم بيته. وتعتمد البنوك الربوية في مجال تشغيل الأموال على إعادة إقراضها إلى الغير بسعر فائدة على الودائع، وفي ذلك مضار كثيرة من بينها تعويد أصحاب الودائع على السلبية والتكاسل، وتهديد للطاقات البشرية، أو توجيه الأموال إلى مشروعات استثمارية غير مفيدة للمجتمع الإسلامي. هذا من حيث الإجمال. وانظر للمزيد الفتاوى رقم: 20712، 39926، 9670، 13533.
ولذا لايجوز التعامل معها أو العمل فيها كأمين صندوق أوغيره لحرمة التعاون على الإثم. كما في قوله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}
وقال أيضا : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 278 ـ 279 }
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات فذكر منهن : أكل الربا . وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم : آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم سواء . رواه مسلم . وانظر الفتويين رقم: 52380 ،124723 في حرمة الإعانة على الربا.
والله أعلم.