الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم تحويل الراتب إلى بنك ربوي في فتاوى سابقة، وذكرنا أن الأصل منعه إلا إذا دعت لذلك ضرورة، فيجوز حينئذ تحويل الراتب إلى البنك الربوي، ولو تسنى جعل الحساب جاريا بحيث لا تحصل فوائد ربوية كان ذلك أحسن، وينبغي ألا يترك المال في البنك فوق قدر الحاجة تفاديا لانتفاع البنك به، ولكن متى دعت الضرورة لبقاء هذا المال في البنك جاز، والواجب إذا حصل شيء من الفوائد الربوية على هذا المال أن يتصرف فيها بجعلها في مصالح المسلمين أو دفعها إلى الفقراء والمساكين، والأولى أن تسد بهذا المال خلة الفقراء من المسلمين.
وعليه؛ فلو دفعت هذه الفوائد في المسجد القريب لم يكن في ذلك حرج، وهو أولى من دفعها إلى الفقراء الكفار وإن كان ذلك جائزا لأنه من أبواب الخير، ولتراجع للفائدة حول هذه المسألة الفتوى رقم: 126602، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.