الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شكّ أنّ اجتهاد زوجتك في تعلّم القرآن وتعليمه أمر محمود بل هو من أفضل الأعمال، و الأصل أن تحسن الظنّ بها ولا تتهمها في إخلاصها، لكن إذا كانت تقصّر في حقّك وحقّ أولادها، فهي على خطأ كبير، فإنّ قيامها بحق زوجها وأولادها واجب متعين عليها، أمّا تعليم القرآن فليس بمتعين عليها، و إذا كانت تسيء إليك وتشتمك وتدعو عليك بغير حقّ فهي مرتكبة لإثم كبير، والذي ننصحها به أن تتوب إلى الله وتحسن عشرتك وتطيعك في المعروف ، ومن ذلك أنه يجب عليها طاعتك في عدم كشف وجهها وكفيها أمام إخوتك أو غيرهم من الأجانب، وتراجع في ذلك الفتوى رقم : 62866
وعليها أن تجتهد في رعاية أولادها وتربيتهم تربية صالحة فهي مسؤولة عن ذلك، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ... والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها..(متفق عليه).
فإن استطاعت أن تجمع بين ذلك وبين عملها في تعليم القرآن فهو خير ، وإن لم يمكنها الجمع بين الأمرين فلتتفرغ لبيتها ولتعلم أنّ لها أجرا عظيماً في القيام بحق الزوج والأولاد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت. رواه ابن حبان في صحيحه.
والذي ننصحك به أن تقوم بواجبك في القوامة على زوجتك وأولادك وتحملهم على أداء الفرائض كالصلاة والحجاب الشرعي وتكفهم عن المحرمات، فأنت مسؤول عن ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم : وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ... (متفق عليه). وراجع في مواصفات الحجاب الشرعي الفتوى رقم: 6745.
وينبغي أن تتعامل مع زوجتك بالحكمة وتسلك معها وسائل الإصلاح المشروعة، و تتعاون معها على طاعة الله وننصحك بكثرة الدعاء مع إحسان الظن بالله فإنه قريب مجيب.
والله أعلم.