الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنّ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ومن أعظم أسباب سخط الله على العبد.
لكنّ وقوع الأخت في ذلك لا يمنع من صلتها، فإن أعظم المحرمات وهو الشرك بالله، لا يمنع من صلة الرحم. فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي ؟ قال: نعم صلي أمك. متفق عليه.
فالواجب عليكم صلة هذه الأخت ونصحها وبيان خطر ما هي عليه، وتخويفها عاقبة العقوق. ويمكنكم الاستعانة بإهدائها بعض الكتب أو الأشرطة المفيدة في هذا الشأن، مع كثرة الدعاء لها بالهداية فذلك من أعظم أنواع الصلة والإحسان إليها، فإذا لم تنتصح وكان في مقاطعتها زجرا لها عن هذا العقوق ، فلا حرج عليكم في مقاطعتها، بل يجب عليكم هجرها إذا تعيّن ذلك طريقا لاستصلاحها.
والله أعلم.