الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي صحيح البخاري أن فاطمة هجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت رضي الله عنها، وقد ذكر البيهقي والذهبي وابن كثير وابن حجر رحمهم الله تعالى أن أبا بكر رضي الله عنه ترضاها ورضيت عنه قبل موتها، ومن المعلوم أن خلافهما كان بسبب نصيبها من ميراثها الذي كانت تظن أنه حق لها، وقد احتج عليها أبو بكر بكلام النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال عن الأنبياء كما في حديث الصحيحين: لا نورث ما تركناه صدقة. وهذا الحديث قد شهد بكونه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كل من العباس وعلي وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف، والزبير وسعد بن أبي وقاص كما في حديث الصحيحين، فالحق في هذه المسألة مع أبي بكر رضي الله عنه لما عنده فيها من العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهو رضي الله عنه أفضل من فاطمة ومن جميع الخلق بعد الأنبياء.
وأما عمر فليس في صحيح البخاري ذكر غضبها منه، ومن المعلوم أنها توفيت قبل خلافته، وأنه كان معظما عند آل البيت وكانوا معظمين عنده، وقد زوجه علي بابنته أم كلثوم .
وقد بحثنا المسألة في فتاوى سابقة سابقة فراجعي منها الفتاوى التالية أرقامها: 25073، 38637، 104739، 75439، 112346.
والله أعلم.