الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أنك مصاب بشيء كبير من الوسوسة، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها. واعلم أن الأصل في الأشياء هو الطهارة ما لم تتيقن نجاستها.
فإذا تيقنت من إصابة النجاسة لموضع ما من أرض الحمام فإنك تصب عليه الماء حتى تغمر النجاسة وتستهلك بالماء ويكفي ذلك في تطهيرها، ولا يلزمك تطهير ما لم تعلم أن النجاسة قد أصابته، ولا مسوغ لأن تشك في طهارة ثيابك، فإن فوهة الغسالة وإن كانت قريبة من محل قضاء الحاجة فإنه لا يتيقن أن النجاسة أصابتها، ولو فرض ذلك فلا شك في أنه يصب عليها من الماء ما تزول به هذه النجاسة لو وجدت.
وإذا مشى أولاد أختك في الحمام حفاة فلا يحكم بتنجس أرجلهم ما لم يتيقن أنهم مشوا على عين النجاسة الرطبة، فإذا فعلت ما أوصيناك به من الإعراض عن الوساوس والشكوك وعدم الحكم بالنجاسة لمجرد الوهم الذي لا حقيقة له في الغالب والبناء على الأصل الذي هو الطهارة، زال عنك هذا القلق وذلك العناء ولم تحتج إلى ترك بيت أختك.
وينبغي أن تعلم أولاد أختك كيفية التطهر والتحفظ من النجاسات، وناصح زوج أختك بلين ورفق مبينا له أن البول قاعدا أفضل وأقرب إلى الأمن من إصابة النجاسة وتلويث المكان.
وانظر للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 121334، 125337، 133855.
والله أعلم.