الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يهدي زوجك وأن يأخذ بناصيته إلى طريق الاستقامة والصلاح، ونوصيك بالصبر فعاقبة الصبر خير في الدنيا والآخرة، واجتهدي في طاعة زوجك وبذل كل ما يجب عليك كزوجة، ثم الرفق معه في النصح واختيار الأوقات المناسبة لذلك، وأكثري من الدعاء له بالهداية والصلاح، وإن تمكنت من توسيط بعض الصالحين الذين لهم كلمة مسموعة عنده ليقوموا بدور النصح والإرشاد له فهذا أمر حسن، وأكثري من الاستغفار والدعاء والتضرع وقراءة القرآن فإنه ما نزل بالعبد بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.
واجتهدي على وجه الخصوص في تذكير زوجك بأداء الصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها فإنها عماد الدين وقد حذر الله عز وجل الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها وتوعدهم على ذلك بقوله جل شأنه: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا * إِلَّا مَنْ تَابَ {مريم: 59-60}. وقال سبحانه: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}. فهذا في الذين يؤخرونها عن أوقاتها فكيف بتاركها، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. رواه أحمد وغيره.
واعلمي أنك إن صبرت على ذلك وقمت بواجبك تجاهه من الوعظ والنصح والتذكير مع تقوى الله سبحانه والقيام بحقوق زوجك فلن يضيع الله صبرك وسيجعل سبحانه لك بفضله ورحمته فرجا قريبا ومخرجا.
والله أعلم.