الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك مما نزل بك من الداء، واعلم أن هذه الوساوس لا أثر لها في صحة الإيمان، ما دامت لا تعدو حد الخواطر التي تمر على القلب وهو يكرهها ويرفضها، وقد وجد بعض الصحابة رضي الله عنهم شيئاً من ذلك فشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أو قد وجدتموه، ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم. يريد كراهتهم له ونفورهم منه.
ثم إن علاج هذه الوساوس يكون بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، ومن أكبر ما يعين على ذلك الاستعانة بالله عز وجل، والاجتهاد في الدعاء أن يصرف الله بمنه هذا البلاء، وكذلك مراجعة الأطباء الثقات ليرشدوك إلى الأسباب التي يحسن الأخذ بها، فإن ذلك داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الألباني.
واعلم أن كل ما ذكرته إنما هو أعراض لوسواس قد استحكم أمره واشتد. فلا معنى لما ذكرته عن شكل أصابع اليد وأن فيه استهزاء بالله، ولا موجب لتحريم زوجتك، وليس عليك أن تعرف كل شيء يخرج منك، ومن واجب الشخص أن يترك الحرام، سواء كان يجلب له الوسواس أم لا، ولكنه إذا لم يتركه فإنه لا يكفر بذلك ولو كان الوسواس الذي يجلبه له كفريا.
ولا داعي لتتبع جميع هذه الافتراضات التي افترضتها، فإنها لا تعدو مظاهر من الوسوسة الشديدة. فننصحك بالابتعاد عنها وتجنبها، فإنها مجرد أوهام. فعش حياتك بشكل طبيعي وأرح نفسك.
وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 51601.
والله أعلم.