الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تبين لكم أن هذا الشاب صاحب دين وخلق -ويعلم ذلك بسؤال من يعرفه من ثقات الناس- فمثله حري بأن يقبل زوجاً، فإن الدين والخلق هما المعيار الشرعي للقبول والرد، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.
وأما هذه الفوارق المادية والاجتماعية والمهنية فلا ينبغي أن يرد الخاطب بسببها، وماذا تغني المكانة المادية والاجتماعية إذا فقد الدين والخلق، وقد قال سبحانه: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ. {الحجرات:13}، ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم. ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة، ويقول أيضاً: من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم.
وإنا لننصحك باستخارة الله سبحانه قبل الإقدام على أي أمر من أمورك، وقد بينا في الفتوى رقم: 113682، أن انشراح الصدر وتيسير الأسباب للأمر الذي وقعت عليه الاستخارة علامة على كونه خيراً، أما فتح المصحف والنظر فيه للفأل فقد بينا حكمه في الفتوى رقم: 29558.
والله أعلم.