الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقوله تعالى: (أَنْزَلْنَاهُ) يتناول الإنزال ابتداءا، وقوله (نَزَلَ) يتناوله انتهاء، أي كما أنزلناه بالحق فهكذا وصل إلى قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالحق مقارن لنزول القرآن ابتداءا وانتهاءا.
قال البيضاوي: أي وما أنزلنا القرآن إلا ملتبسا بالحق المقتضي لإنزاله، وما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا ملتبسا بالحق الذي اشتمل عليه. وقيل: وما أنزلناه من السماء إلا محفوظا بالرصد من الملائكة، وما نزل على الرسول إلا محفوظا بهم من تخليط الشياطين. ولعله أراد به نفي اعتراء البطلان له أول الأمر وآخره. اهـ.
وقال ابن كثير: أي متضمنا للحق .. وقوله: { وبالحق نزل } أي: ووصل إليك يا محمد محفوظا محروسا، لم يشب بغيره، ولا زيد فيه ولا نقص منه، بل وصل إليك بالحق. اهـ.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 23304.
ثم إنه لا يخفى الفرق بين الفعلين من حيث اللزوم والتعدي، فالأول متعد والثاني لازم.
والله أعلم.