الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحمد الله عز وجل الذي وفقك للتوبة والإنابة إليه. ونبشرك بأن من وفق للتوبة فقد وفق لخير عظيم كما قال سبحانه: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا {التوبة: 118}. قال البيضاوي في تفسيره: ثم تاب عليهم بالتوفيق للتوبة ليتوبوا. انتهى.
وقد أحسنت بما احتطت لنفسك به من تقدير ما تتيقن أنه حق صاحبك.
والاحتياط في أمور الدين من فر من شك إلى يقين
فبادر بسداد ما استطعت من ذلك الحق، واعزم النية أن تؤدي الباقي متى تيسر لك ذلك، وإن استطعت أن تطلب العفو والمسامحة فيما بقي من صاحبك فهو الأولى، فإن فعل برئت ذمتك، وإلا فما بقي فهو في ذمتك إلى أن تستطيع أداؤه، وإن مت وأنت تبذل وسعك في الرد فالمرجو أن يتولى الله عنك إرضاء خصمك يوم القيامة، فإن الله عزوجل يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، فإذا بذل العبد وسعه في أداء الواجب، فقد اتقى الله وما على المتقين من سبيل.
ولمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 114435.