الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإسلام هو دين العدالة، قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. {النحل:90}.
والعدالة بصفة عامة تعرف بأنها إعطاء كل فرد ما يستحق، وهي لا تقتضي المساواة دائما بل حيث كان العدل في المساواة فإن دين الله يأتي بالتسوية بين الرجل والمرأة، فساوى بينهما في الإيمان والعمل الصالح والثواب عليهما، كما ساوى بينهما في حقوق كثيرة كحق التملك والتعلم وحق والتصرف في الملك وغير ذلك من الحقوق، وساوى بينهما في كثير من الواجبات كذلك. وأما ما يوجد من فروق بينهما فهو مما تقتضيه الحكمة وتمليه الفروق البيولوجية والفسيولوجية بينهما.
والعدالة لا تقتضي أن يستوي الناس في كل شيء، الرئيس والمرؤوس والشريف والوضيع، والغني والفقير، والحر والرقيق، والصغير والكبير، والذكر والأنثى، فتلك فروق جعلها الله بين البشرية، ولا بد أن يبقى لها أثر في الوجود كيفما كان التنظيم المتبع.
والله أدرى بمصالح خلقه، وهو أحكم الحاكمين.
والله أعلم