الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حديث: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
لا يفيد حتمية أكلها لأجساد غيرهم، فقد يبقى الله تعالى أجساد غيرهم ـ إما كرامة لهم كالشهداء أو لحكمة يريدها ـ والمهم أن يثبت ما ذكر، فإذا ثبت فعلا فإنه ليس بمستبعد وقوعه، وإذا كان القس المذكور على الدين الصحيح ـ دين عيسى عليه السلام قبل تحريفه ـ فإن بقاء جسده لا يستغرب فمن كان من أهل ذلك الزمان على دين عيسى وموسى وسائر أنبياء الله تعالى فهو من المسلمين المقبولين عند الله عز وجل، فالله تعالى يقول: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ.
{آل عمران:19}.
وقال تعالى: قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.
{ آل عمران:84}.
والله أعلم.