الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر الله تعالى بدعائه بأسمائه الحسنى فقال: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا. {الأعراف: 180}.
والمتين اسم من هذه الأسماء المباركة، كما قال عز وجل: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ. {الذاريات: 58}.
ولكن تخصيص اسم من هذه الأسماء بحاجة معينة كالحمل وتثبيته، لم يقم عليه دليل من كتاب ولا سنة، وما يعتقده بعض عوام المسلمين من أن لكل اسم من أسماء الله تعالى خواص وأسراراً تتعلق به، حتى أن بعضهم يزعم أن لكل اسم خادماً روحانياً يخدم من يواظب على الذكر بهذا الاسم، أو أن لكل مرض اسما يشفي منه، فكل هذا من القول على الله بغير علم، ولم يثبت فيه نص صحيح من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين: 28286 ، 37450.
ثم ننبه السائلة على أن السنة أن يأخذ الداعي بجوامع الدعاء، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. رواه أحمد وأبو داود. وصححه الألباني.
قال العظيم آبادي في (عون المعبود): أي الجامعة لخير الدنيا والآخرة ، وهي ما كان لفظه قليلا ومعناه كثيرا، كما في قوله تعالى: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}. ومثل الدعاء بالعافية في الدنيا والآخرة. وقال علي القاري: وهي التي تجمع الأغراض الصالحة أو تجمع الثناء على الله تعالى وآداب المسألة. .. ( ويدع ما سوى ذلك ): أي مما لا يكون جامعا بأن يكون خالصا بطلب أمور جزئية: كارزقني زوجة حسنة, فإن الأولى والأحرى منه ارزقني الراحة في الدنيا والآخرة فإنه يعمها وغيرها. اهـ.
ومن الأدعية القرآنية المباركة في هذا الباب، قوله تعالى: رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. {الفرقان: 74}. وقوله عز وجل: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ. [آل عمران: 38].
والله أعلم.