الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأ هذا الشخص خطئا كبيرا عندما رماك بالباطل والزور دون وجه حق، فإن عرض المسلم مصون شرعا، ولا يجوز اتهامه بما هو بريء منه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه. رواه مسلم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج. رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني. وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار.
وإنا لننصحك بالعفو عن هذا الشخص والصفح عنه ومقابلة إساءته بالإحسان، فقد ندب الله سبحانه عباده إلى العفو والصفح بقوله: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. { النور: 22 }. وقوله جل وعلا: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ. { الشورى: 40 }.
ولكن إن كان سيترتب على العفو ضرر لك أو طعن في عرضك وتشويه لسمعتك بين الناس فلك ـ حينئذ ـ أن تبين وجه الحق بما يبرئك، ولو أدى ذلك إلى فضيحتهم واكتشاف الناس لكذبهم وباطلهم؛ لأن حفظ العرض من الضرورات التي جاءت الشريعة بحفظها. جاء في الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مع صفية ـ رضي الله عنها ـ فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما إنها صفية بنت حيي، فقالا سبحان الله، يا رسول الله، قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا ـ أو قال شيئا.
جاء في شرح السنة للإمام البغوي: وفي الحديث استحباب التحرز عن مظان السوء وطلب السلامة من الناس بإظهار البراءة.
انتهى.
والله أعلم.