الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فزواج الرجل بمن تكبره في السن أمر مباح ولا حرج فيه، وقد تزوج أشرف الخلق ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ بالسيدة: خديجة وهي فوقه في السن ببضع عشرة سنة. واختلاف الأعراف والعادات في ذلك غير مانع من إتمام الزواج إن أراده الطرفان، فننصحك ببذل الجهد في إقناع أهلك وأهل هذه المرأة بالزواج منها ما دامت صاحبة دين وخلق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وغيره، وصححه الألباني.
فإن تعذر الزواج منها فابحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق، فالنساء سواها كثير، ولكننا ـ على كل حال ـ لا ننصحك بترك الزواج، فإن الزواج من سنن النبيين وهدي المرسلين، قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً. { الرعد: 38 }.
وقد رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة تجد بعضها في الفتوى رقم: 10426. وهذا في الأحوال العادية، أما عند خوفك من غلبة الشهوة ومواقعة الحرام، فإن الزواج يكون في حقك واجبا لا يسعك تركه، قال ابن قدامة في المغني: والناس في النكاح على ثلاثة أضرب، منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء، لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.
وأما الدعاء بأن يرزقك الله الزواج منها في الجنة: فقد بينا حكمه وشروطه في الفتوى رقم: 113864.
والله أعلم.