الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشرع قد حض كلا من الرجل والمرأة على اختيار صاحب الدين والخلق عند الزواج، فعن الرجل قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
وعن المرأة قال صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فمن الخطأ الإعراض عن معيار الدين والنظر إلى معايير الدنيا الفانية.
وإذا أردت خطبة امرأة معينة فاسأل عن دينها، فإن تبين لك أنها ذات دين فاستخر ربك في أمر الزواج منها ثم تقدم لخطبتها، فإن كان في زواجك منها خير يسره الله لك، وإلا صرفك عنه، وحينئذ لا تندم، فإن الله أعلم بعواقب الأمور. ولذا قال سبحانه: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة 216}. وراجع الفتوى رقم: 95377.
وظننا أنك لن تعدم الحصول على المرأة الصالحة التي تريد. فعليك بالاستعانة بالله أولا، ثم بذل الجهد والبحث عن طريق بعض الإخوة الصالحين. وإذا لم تجد مثل هذه المرأة ووجدت امرأة مسلمة تحافظ على الفرائض وتجتنب الكبائر فتزوج منها، وهو خير لك من الزواج من كتابية، فإن الزواج من الكتابية جائز شرعا إذا كانت عفيفة، ولكنه لا يخلو من مخاطر ومحاذير سبق لنا بيان بعضها بالفتوى رقم: 5315.
والله أعلم.