الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حقك مطالبة زوجك بأن لا يغيب عنك أكثر من ستة أشهر، فقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز للزوج أن يغيب عن زوجته أكثر من ستة أشهر بغير مسوغ إلا برضاها، وراجعي تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 108162.
ومما لا شك فيه أنه مهما أمكن أن تقيم الزوجة وأولادها حيث يقيم زوجها فهو أفضل، وفي ذلك كثير من خير الدنيا والآخرة، فيعف الزوج نفسه ويعف زوجته ويرعى أولاده ويحسن تربيتهم.
فالذي نرشدك إليه هو أن يكون هنالك تفاهم بينك وبين زوجك في هذا الأمر والحوار فيه وفقا للمصالح المعتبرة للأسرة، ولا بأس بأن تشيري على زوجك بالسعي في البحث عن عمل في بلد مسلم يتمكن فيه أن يجمع شمل الأسرة، أو الرضا ولو بالقليل من الكسب في بلده، فإن المال وإن كان مهما إلا أنه قد تفوت المسلم بسببه مصالح أعظم.
وإن احتجت إلى أن تخبري من ترجين أن يقبل زوجك قوله فافعلي.
والوفاء بالوعد مستحب، ولكن الإقامة في بلاد الكفر قد لا تخلو من محاذير، وخاصة فيما يتعلق بتربية الأولاد، ومن هنا فقد لا يكون الأفضل لكم أن يأخذكم معه إلى حيث يقيم الآن.
ومهما أمكن المسلم أن يهاجر إلى بلد مسلم فهو أولى وأحرى، ويمكن مراجعة حكم الهجرة بالفتوى رقم: 12829ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 2007.
ونسأل الله تعالى أن يكشف كربك ويصلح شأنك ويجمعك بزوجك على خير حال.
والله أعلم.