الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث الأول باطل موضوع، كما قال الشيخ الألباني في الضعيفة، ونقل القول ببطلانه عن الذهبي وابن حجر والسيوطي، وذكر أن لفظه المعروف هو: وخيار علمائها رحماؤها.
وأما الحديث الثاني: فهو ضعيف، كما بينا في الفتويين رقم: 130236، ورقم: 99411.
وقد بينا فيهما عدة أحاديث في فضل العلم.
والمعروف في عهد السلف: أن القراء والمحدثين هم الفقهاء والعلماء ـ ولكنه إذا وجد في عصرنا من يحفظ القرآن بقراءاته والأحاديث بأسانيدها من غير فهم ولا تفقه في ذلك، ففي هذه الحال، فإن الفقيه العالم بتفسير القرآن وفقه الأحاديث أفضل من المتهمر في وجوه القراءت وطرق الحديث من دون فهم، لما في الحديث: من يرد الله به خيرا يفقه في الدين. متفق عليه.
ولكن كلا من الشخصين على خير ـ إن شاء الله ـ والأولى بكل منهما أن يكمل ويأخذ ما عند الآخر، وراجع الفتويين رقم: 54403، ورقم: 57624.
والله أعلم.