الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا بد لمن يريد إقراء القرآن أن يكون قد أخذه من أفواه الرجال ـ ولو لم تكن عنده إجازة أو شهادة ـ ولا يصح لمن لم يأخذه بالمشافهة أن يدرّسه، لأن في المصحف الشريف بعض الحروف مزيدة في بعض الكلمات لا تلفظ وفي بعضها حروف محذوفة خطا وتقرأ لفظا، هذا فضلا عن كيفية النطق بالكلمات وإخراج الحروف من مخارجها وإعطائها ما تستحق من التفخيم والترقيق والفتح والإمالة، فلا بد من اتباع ذلك كله ممن يحسنه، وقد قال الله تعالى: فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. { القيامة: 18 }.
وقديما قيل: لا تأخذ القرآن من مصحفي، ولا العلم من صحفي.
ولكن لا مانع أن يعلم المسلم ما يحسن من القرآن الكريم والسنة المطهرة ولو كان سورة أو آية واحدة أو حديثا، وقد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على التبليغ عنه وعلى تعليم الناس، فقال: بلغوا عني ولو آية. ليبلغ الشاهد منكم الغائب. وقال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وكلها في الصحيحين وغيرهما.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 30605.
والله أعلم.