الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان المقصود بالإنكار بالقلب وذلك بالفتويين: 120542 ، 1048. وخلاصة ذلك أنه لا بد أن يتضمن أمرين: الأمر الأول: كره هذا المنكر بالقلب، والأمر الثاني: مفارقة مكان المنكر.
ولا يكفي مجرد معرفة الإنسان كون الشيء محرما، بل لا بد أن ينكر هذا المنكر حسب استطاعته.
ومن لا يعلم أن الشيء منكر فأمره أهون ممن يعلم أنه منكر ثم لا ينكره، ومن هذا الباب حصل اللعن لبني إسرائيل كما قال تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * {المائدة:78، 79 }. وقال سبحانه: لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ.{المائدة:63}.
ومن لم ينكر المنكر بالقلب دل ذلك على ضعف إيمانه أي يذهب عنه كمال إيمانه الواجب أو المستحب لا أصل الإيمان، فإنه لا يذهب إلا بالكفر، ولمعرفة المراد بأضعف الإيمان راجع الفتوى رقم: 62001.
ولمعرفة حقيقة الإيمان ومعانيه راجع الفتويين: 12517، 14155
وننبه إلى أنه يجب مراعاة ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي قد بيناها بالفتوى رقم: 36372، والفتوى رقم: 124424.
والله أعلم.