الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا بالفتوى رقم: 59296، أن المرأة لا تأثم برفضها أن تكون زوجة ثانية لرجل متزوج من أخرى، وأن للمرأة أن تشترط على زوجها عدم الزواج من زوجة ثانية، وهذا لا يستلزم تحريمها لزواج الرجل بأكثر من امرأة.
وغيرة المرأة من التعدد أمر طبيعي ولا لوم عليها فيه، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك حائلا دون موافقتها على أن يتزوج زوجها امرأة أخرى، أو أن تكون هي زوجة ثانية لرجل، فإن الإسلام قد شرع التعدد لمصالح وغايات نبيلة، فلو أن كل امرأة سارت على هذا التفكير الذي تنتهجه هذه المرأة لأدى ذلك إلى تعطيل مثل هذه المصالح، وحدوث ما هو مناف لمقصود الشرع، ولمعرفة مقاصد الشرع في إباحة التعدد نرجو مراجعة الفتوى رقم: 2286.
ومن هنا يصح القول بأن تفكير هذه المرأة تفكير خاطيء، وأن قولها بأن ما لا تتمناه لنفسها لا تتمناه لغيرها، وأن من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، وضع لهذا الكلام في غير محله، ولماذا لا توافق على هذا الزواج ابتغاء مرضات الله حتى تؤجر عليه، بدلا من ( تركه لله ) حسب زعمها.
وننبه في الختام إلى خطأ ترتكبه كثير من المجتمعات، وهي أنها تصب جام غضبها على المرأة التي رضيت أن تكون زوجة ثانية لرجل، ويصفونها بأنها أنانية، وأنها قد خربت عليه بيته ونحو ذلك، ولا شك أن هذا من الظلم البين.
والله أعلم.