الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وأن تتحلل من الذين شتمتهم إن استطعت ولم يخش أن يترتب على استحلالك لهم ضرر أكبر، فإن خشيت ذلك فعليك أن تكتفي بالإكثار من الدعاء والاستغفار لهم وذكرهم بالخير دون إخبارهم، وعليك أن تكثر من استغفار الله، وانظر تفاصيل ذلك وأقوال العلماء فيه وأدلتهم في الفتوى رقم : 18180.
وما لا تستطع محوه مما سجل من الكلام إذا بذلت وسعك في إزالته فإنه لا حرج عليك فيه- إن شاء الله- لقوله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا. {البقرة:286}.
وقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، فإنه تقبل توبته ولا يضره بقاء أثر ذنبه، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها. قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا * فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده كمن رجع * عن بث بدعة عليها يتبع
والحاصل أن التوبة الصادقة الجامعة للشروط تمحو ما قبلها وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.