الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننبه السائلة على أن فلاح الإنسان موقوف على تقوى الله تعالى والاجتهاد في طاعته والمجاهدة في سبيله، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. { المائدة: 35 }.
وهدايته سبحانه لعبده تتحقق لمن بذل جهده في نيل مرضاته، كما قال عز وجل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. { العنكبوت: 69 }.
نريد بذلك أن نوضح للسائلة أن أمر الاستقامة على طاعة الله يحتاج إلى مجهود عظيم، مداره على مخالفة الهوى وإيثار ما يحبه الله تعالى على ما تميل إليه النفس، فليست الأماني مجردة عن الرغبة في الخير تنفع صاحبها إن لم يكن معها هذا الاجتهاد ومخالفة الهوى في سبيل الله تعالى.
فاستعيني بالله تعالى وتوكلي عليه وألحي عليه بالدعاء ضراعة وإنابة وتوبي إليه توبة عامة تامة، وخالفي هواك ابتغاء وجهه الكريم، وتقربي إليه بكل ما تستطيعين، وأكثري من ذكر الله تعالى ومن الاستغفار، ولن تجدي إن بدأت في ذلك وواظبت عليه إلا العون والإنعام من ذي الجلال والإكرام، الذي لا يرد سائلا، ولا يخيب راجيا، ولا يقنط تائبا، قال تعالى: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا.{ النساء: 110 }.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني، والله! لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول. متفق عليه.
وراجعي للأهمية الفتاوى التالية أرقامها: 121317، 117899، 137319، وستجدين فيها ـ إن شاء الله ـ ما يعينك على ما تريدين.
وأما ما يتعلق بالوسواس القهري: فراجعي فيه الفتوى رقم: 3086.
وفي ما يتعلق بالمس وكيفية علاجه: راجعي الفتويين رقم: 110515 ورقم: 80694.
وأما ما يتعلق بالحنث في اليمين وإخلاف العهد مع الله تعالى: فراجعي فيه الفتويين رقم: 26864، ورقم: 49954.
والله أعلم.