الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان لك عذر يبيح الجمع، فلا حرج عليك في أن تجمع بين الصلاتين ـ تقديما أو تأخيرا ـ وقد بينا الأعذار المبيحة للجمع في الفتوى رقم: 6846.
وأما إذا كان جمعك من غير عذر: فهذا إثم عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 53951، وإذا كان لك عذر يبيح الجمع، فلا حرج عليك في أن تجمع في أي جزء من أجزاء الوقت ـ سواء في أول الوقت أو وسطه أو آخره ـ إذا راعيت الشروط المعتبرة في الجمع، ويشترط في جمع التأخير وجود العذر المبيح للجمع، ونية الجمع في وقت الأولى، ولا تشترط الموالاة بين الصلاتين المجموعتين جمع تأخير على الراجح، وانظر الفتويين رقم: 131493 ورقم: 119260.
وأما جمع التقديم: فيشترط لصحته وجود العذر المبيح للجمع، ونية الجمع عند افتتاح الأولى، والموالاة بين الصلاتين المجموعتين، والترتيب بينهما، وفي بعض ذلك خلاف معروف للعلماء، وانظر الفتوى رقم: 112330.
وأما سؤالك عن الأصل في الجمع: فإن كان مقصودك السؤال عن الأصل في مشروعيته: فهو أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع بين الصلاتين في وقت إحداهما ـ كجمعه بعرفة بين الظهر والعصر تقديما، وجمعه بمزدلفة بين المغرب والعشاء تأخيرا ـ إلى غير ذلك من النصوص الدالة على مشروعية الجمع والمعروفة في مظانها من كتب الحديث والفقه، وإن كان مرادك غير ذلك فبينه لتتسنى لنا إجابتك.
والله أعلم.