الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أنه لا طاعة لمخلوق ـ والدا أو غير والد ـ في معصية الخالق, ومن جملة ذلك: الإعانة على الإثم والعدوان, فإنها لا تجوز مطلقا, ولذلك، فلا يجوز للسائلة أن تعين والدها على لعب الميسر والقمار، لأنه من الكبائر, وهذا خاص بما كان بهذه المثابة ـ كمناولته آلات اللعب وإعدادها مثلا.
وأما مسألة إعداد الطعام: فالذي نراه أنه خارج عن ذلك، إذ ليس له تعلق بخصوص القمار, فبإمكانهم أن يلعبوا دون أن يأكلوا.
ونوصي السائلة بأن تكثر من الدعاء لوالدها بالهداية والتقوى, وأن تجتهد في نصحه بقدر طاقتها, وتتخير في ذلك أنسب السبل وأقومها وأقربها للقبول والتأثير, فإن قبل والدها ـ فالحمدلله ـ وإلا فقد أدت الابنة ما عليها، قال الإمام أحمد: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه. ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية.
والله أعلم .