الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك، واعلمي ـ أولا ـ أن هذه الرؤى لا ينبني عليها شيء، لاسيما وأنها قد تكون مجرد حديث نفس، وراجعي الفتوى رقم: 11052.
ولا حرج شرعا في أن تعرض عليه صديقتك مرة أخرى زواجه منك على أن تلتزم صديقتك بالآداب الشرعية في محادثة الأجنبي. وإن غلب على ظنك أنه قد يرفض للسبب السابق أو لغيره من الأسباب، فالأولى اجتناب عرض الأمر عليه خشية إذلال النفس. فقد روى أحمد والترمذي وابن ماجه عن حذيفة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه.
وعليك بالاستعانة بالله تعالى والبحث عن غير هذا الشاب، فلعله سبحانه وتعالى أن ييسر لك من هو خير منه. هذا مع العلم بأنه لا حرج شرعا في أن تبحث المرأة عن الأزواج بعرض نفسها عليهم مباشرة أو عن طريق صديقاتها، وراجعي الفتوى رقم: 18430
وأما تأنيب الضمير لكل شيء يحدث ولو دق: فغالبا ما يكون سببه الحساسية المفرطة، وعلاجه بالاستعانة بالله أن يذهب ذلك، والصبر ومجاهدة النفس وتكلف احتمال ما قد يحدث. روى الطبراني عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، من يتحر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه.
والله أعلم.