الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافيك ويصرف عنك السوء ويهديك لأرشد أمرك.
واعلم أنّ الواجب عليك المبادرة إلى التوبة مما فرطت فيه من تأخير الصلاة دون عذر، والاختلاط بالنساء على وجه محرم ، والكذب في غير ما رخص الشرع فيه ، وانظر ذلك في الفتوى رقم: 111035
وعليك أن تحرص على طاعة الله واجتناب محارمه، مع مواصلة الدراسة والاجتهاد فيها، واحذر من تخذيل الشيطان وصرفه لك عن الأعمال النافعة والهمة العالية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :..احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ . رواه مسلم.
وقال العز بن عبد السلام : الشيطان يدعو إلى ترك الطاعات فإن غلبه العبد وقصد الطاعة التي هي أولى من غيرها أخطر له الرياء ليفسدها عليه، فإن لم يطعه أوهمه أنه مراء وأن ترك الطاعة بالرياء أولى من فعلها مع الرياء فيدع العمل خيفة من الرياء لأن الشيطان أوهمه أن ترك العمل خيفة الرياء إخلاص والشيطان كاذب في إيهامه إذ ليس ترك العمل خوف الرياء إخلاص.. مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل.
وأما محبتك لبعض المواد واستمتاعك بدراستها فلا ينافي الإخلاص في طلب العلم، ما دام الباعث على الدراسة مرضاة الله.
قال ابن تيمية: وَمِنْ طَلَبِ الْعِلْمَ أَوْ فِعْلِ غَيْرِهِ مِمَّا هُوَ خير فِي نَفْسِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ الْمَحَبَّةِ لَهُ لَا لِلَّهِ وَلَا لِغَيْرِهِ مِن الشُّرَكَاءِ فَلَيْسَ مَذْمُومًا بَلْ قَدْ يُثَابُ بِأَنْوَاعٍ مِن الثَّوَابِ. الفتاوى الكبرى.
واعلم أنّ عليك الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها جملة وتفصيلاً ، ومّن أعظم ما يعينك على ذلك : الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء ، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى أرقام : 39653 ، 103404، 97944 ، 3086 ، 51601
وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالشبكة.
والله أعلم.