الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق، فنوصيك بالصبر والبقاء في عصمته، فصاحب الدين والخلق إن أحب الزوجة أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها، ومن هنا حث الشرع على قبوله زوجا، كما في الحديث الذي أشرت إليه. وعدم الشعور بالحب تجاهه لا يستلزم فراقه، إذ ليس على الحب وحده تبنى البيوت، كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ وأين تجد المرأة رجلا ترتضى جميع خصاله، أو أن يجد الرجل امرأة ترتضى من جميع الجوانب؟ ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في الحديث الذي رواه مسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر.
فمهما أمكنك الصبر على زوجك هذا فافعلي، ويمكنك تسلية نفسك بتذكيرها بأنك ربما لو فارقت هذا الشاب وتزوجت من آخر أن تجدي فيه من رقة الدين وسوء الخلق ما قد ينكد عليك حياتك.
وعلى كل، فإن لم تصبري على البقاء في عصمة زوجك هذا، وخشيت أن يكون كرهك له سببا في تفريطك في حقه جاز لك أن تطلبي منه الخلع، ليفارقك مقابل عوض تدفعينه إليه، وراجعي الفتوى رقم: 20199.
وإذا كان ما تجدينه تجاه زوجك سببه التفكير من ذلك الشخص الأول الذي تقدم لخطبتك، فإنك تدميرن حياتك وتخربين بيتك بيدك، وليس من خلق المؤمنة المصونة أن تكون في عصمة رجل ثم تفكر في غيره، فتفكيرها وتعلقها بذلك الغير يؤدي إلى فساد عظيم وشر مستطير.
والله أعلم.