الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ولا شك أن غيبة المسلم من المحرمات بل من الكبائر. ولكن البحث هنا ليس في حكم الغيبة، وإنما في كون مثل هذه الحكايات المنسوبة لجحا، هل تعتبر غيبة أم لا ؟ والجواب أن ذلك لا يدخل في المسمى الشرعي للغيبة، وذلك لسببين:
ـ الأول: أن شخصية جحا في عصرنا وقبل عصرنا إنما هي شخصية اعتبارية، بمعنى أن من يذكره أو يسمعه لا يعني من قريب ولا من بعيد: دجين بن ثابت ولا غيره ممن قيل إنه جحا المعروف بنوادره. وقد نص أهل العلم على أن الغيبة لا تكون إلا لشخص أو أناس معلومين أو مبهمين يعلم المخاطب أعيانهم فيحصل بذلك انتهاك أعراضهم.
ـ الثاني: أن المحققين من أهل العلم قد غايروا بين دجين بن ثابت التابعي وبين جحا صاحب النوادر. وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 79004، 18728.
ثم ننبه السائل على أن عبد الله بن المبارك هو الذي روى عن دجين بن ثابت، لا العكس.