اقبل عذرها وسامحها إن ندمت وتابت

18-8-2010 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب أعمل في الصحراء مع شركة نفط، أتتني رسالة عبر جوالي من البنك(خدمة الرسائل) تخبرني بأنه تم سحب مبلغ من المال من حسابي عبر خدمة جهاز الصراف الآلي. علما بأن بطاقتي موجودة معي في المنزل محتفظ بها في دولابي.اتصلت بزوجتي أخبرها بالمشكلة وقالت لي البطاقة موجودة في الدولاب وهي لم تأخدها. قدمت شكوى إلى البنك للتحقيق في المشكلة .ولكن بعد أسبوع من تقديم الشكواء اتصلت بي زوجتي وهي تبكي وتترجاني أن أسامحها لأنها هي من أخذت البطاقة وقامت بسحب المبلغ، وأنها لا تقدر أن تنام من ضميرها وأنها أخذت المال لكي يعمل والدها عملية وهي كانت ستخبرني عند ما أعود من الصحراء .علما بأنها من عائلة ملتزمة وهي أيضا ملتزمة بدينها. وأبوها إنسان فاضل. فإني الآن لا أدري ماذا أعمل فبيننا طفلان . ولا أدري ماذا أقول للبنك والزملاء. زوجتي سرقتنا؟ أفيدونا الله يحفظكم.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان السائل الكريم يوفر لزوجته نفقاتها الواجبة ـ كما هو واضح من السؤال ـ فلا شك في خطأ زوجته في سحب هذا المبلغ دون علمه، ثم لا شك في خطيئتها حين كذبت عليه عند سؤالها. وهذه الأخطاء تستدعي منه نصحها وتقويمها بالحكمة والموعظة الحسنة، بالأسلوب الذي يراه مناسبا في إصلاح حالها.

ومن ذلك أن يبين لها حرمة ما فعلته، وما يجره عليها من مفاسد وأضرار. فإن رأى منها ندما وتوبة فعليه أن يقبل منها ويحسن إليها. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يحدث عند النبي صلى الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة. رواه أحمد والترمذي وحسنه، وصححه الألباني. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 108188 .

وأما مسألة البنك والزملاء فيسعك أن تعالج ذلك باستعمال المعاريض، فإن فيها مندوحة عن الكذب، والمعاريض جمع معراض، وهو ذكر لفظ محتمل يفهم منه السامع خلاف ما يريده المتكلم، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 29954 ، 127200 ، 29059.

والله أعلم.

www.islamweb.net