الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقال الفيروزآبادي في (القاموس المحيط): رُدَيْنى: اسْمٌ. اهـ.
فتعقبه الزبيدي في (تاج العروس) فقال: (وردينى) أهمله من الضبط وهو أكيد، فالذي في النسخ بضم ففتح الدال والنون مقصورا، وهو غلط، والصواب بكسر النون وشد الياء (اسم) يشبه النسبة، وهو الرديني بن أبي مجلز لاحق بن حميد السدوسي. اهـ.
وفيه أيضا: رُدَينَة: امرأة في الجاهلية كانت تسوي الرماح بخط هجر ، إليها نسبت الرماح الردينية. اهـ.
وليس لهذه المادة في لغة العرب معنى جامع.
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة): الراء والدال والنون هذا بابٌ متفاوتُ الكَلِم لا تكاد تلتقي منه كلمتانِ في قياسٍ واحد، فكتبناه على ما به، ولم نَعْرِضْ لاشتقاق أصلِه ولا قياسِه. فالرُّدْن: مقدَّم الكُمّ. يقال أرْدَنْتُ القَميصَ جعلْتُ له رُدْناً.، والجمع أَرْدَان ... ويقولون إن الرَّدَن: الخزُّ .. والرُّمْح الرُّدينيّ، منسوبٌ إلى امرأة كانت تسمَّى رُدَيْنَةَ. ويقال للبعير إذا خالطَتْ حمرتَه صُفرةٌ: هو أحمرُ رادِنيٌّ، والناقة رادِنِيَّة. ويقولون: إنَّ المِرْدَن المِغزل الذي يُغزَل به الرَّدَن، وليس هذا ببعيدٍ، ويقال: إن الرَّادِن: الزَّعفران. اهـ.
وأما تفسير ذلك بالشجرة الطيبة الرائحة، فهذا يأتي في معنى (الرند).
وأما تفسيره بتراب الجنة، فلا يصح، وقد يكون اختلط على من قال ذلك بالدرمك، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال: دَرْمَكَةٌ بيضاء مسك خالص.
وفي (لسان العرب): أرمك رادني، بالغوا به كما قالوا أبيض ناصع، عن ابن الأعرابي. وردينة اسم امرأة، والرماح الردينية منسوبة إليها. اهـ.
وأما التسيمة بردينة أو ردينَى فلا حرج فيه، كما سبق في الفتوى رقم: 76145. ولكنه ليس من الأسماء المحببة شرعا، وقد سبق لنا بيان أحب الأسماء إلى الله ذكورا وإناثا، في الفتوى رقم: 10793. كما سبق لنا بيان جماع الأسماء المكروهة والممنوعة، في الفتوى رقم: 12614.
والله أعلم.