الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكذب محرم في الأصل، وهو سبب للفجور كما في حديث الصحيحين : وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار.
وهؤلاء الأشخاص ينبغي أن يعلموا الحكم الشرعي في قبول ما أعطي للإنسان من غير سؤال ولا إشراف، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبول ذلك كما في حديث الصحيحين عن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال: خذه، إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك .
وكان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية كما في حديث البخاري. وفي حالة ما إذا لم يتفهموا الموضوع فينبغي اللجوء للمعاريض والتورية فقد صح عن عمر وعمران بن حصين أنهما قالا : في المعاريض مندوحة عن الكذب. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني. وإن لم تتمكنوا من إقناعهم بالمساعدة إلا بالكذب فيجوز الكذب حينئذ كما قال النووي في رياض الصالحين : " كل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب". ولا يخفى أن قولكم وقد فزتم بكذا يمكن أن يكون من باب المعاريض .
والله أعلم .