الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث ثابت في صحيح مسلم، وهذا يعني أن أهل العلم قد تناولوه بالشرح والبيان.
فتأويله بعد ذلك على غير تأويله وحمله على غير محمله ـ مما يستنكر شرعا، ويستهجن عقلا.
وممن شرحه الإمام النووي، فذكر ما قيل فيه من أقوال وهي أربعة، وقال: الأشهر أن معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان، فيمنعون حصول ذلك للمسلمين، وقد روى مسلم بعد هذا بورقات عن جابر قال: "يوشك أن لا يجيء إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك" وذكر في منع الروم ذلك بالشام مثله، وهذا قد وجد في زماننا في العراق، وهو الآن موجود. اهـ.
فهذا الإمام النووي يقول في زمنه: "هو الآن موجود" وقد سبق لنا ذلك في الفتويين رقم: 32267، 63432. وهذا معناه أن ذلك قد حصل منذ قرون، ولا مانع من استمراره أو تكرره.
وننبه على أن الشام ليس محصورا في غزة فقط، بل ولا في فلسطين، فهي تشمل كذلك سوريا والأردن ولبنان وأجزاء شمال المملكة السعودية.
والمقصود أن حمل الحديث على معنى معين وتاريخ معين لا يصح إلا بدليل، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين رقم: 34110، 137645.
والله أعلم.