الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان هؤلاء الناس قد سعوا في الإفساد بينك وبين زوجتك فلا شك في أنهم مسيئون وآثمون وسالكون لسبل السحرة والشياطين في التفريق بين الناس, قال تعالى : فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. (البقرة). وراجع الفتوى رقم 113372. وأما إرادتك الانتقام على الوجه المذكور واستدلالك بالآيات على ما تريد الاقدام عليه فهو خطأ في فهم الآيات وفي تنزيلها على حالتك، وأعظم منه أن تقدم على أخذ البريء بذنب المعتدي فما ذنب أولاد من أساء إليك حتى تعتدي عليهم أو تنال منهم؟ فاتق الله تعالى واعلم أن الله مع المظلوم ما لم يتعد فلا تتعد حدود الله، واعلم أن القصاص في الأمور التي فيها القصاص ليس إلى آحاد الناس وإنما ذلك إلى القاضي الشرعي .
أما إن كان لديك إثبات في أمر اعتدائهم عليك وظلمهم لك فيمكنك رفع الأمر إلى القاضي الشرعي لينظر في القضية ويحكم عليهم بما يتناسب مع جرمهم . وإن عفوت فالعفو أفضل . وراجع في فضل العفو الفتوى رقم : 27841. واستعذ بالله فيما ينتاب قلبك من وساوس وخواطر سيئة, واحذر أن تقع في حبائل الشيطان فترتكب ما تكون عاقبته الندم.
وننصح بالسعي في الإصلاح بينك وبين زوجتك وتوسيط أهل الخير في ذلك, فالصلح خير ولذلك ندب إليه الشرع . وإن لم يتم الإصلاح بينكما فابحث عن غيرها, واسأل الله تعالى أن يعينك في ذلك, فما خاب من رجاه, قال تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم. (غافر) . وقد وعد سبحانه بالعون لمن طلب النكاح يريد العفاف , قال تعالى : وأنكحوا الأيامى والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. " (النور) . وروى الترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله والمكاتب يريد الأداء والناكح يريد العفاف.
والله أعلم .