الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان شيء من القيء أو القلس ونحوه قد خرج من جوفك إلى فمك حتى أمكنك مجه وطرحه ثم ابتلعته بعد ذلك، فقد فسد صومك ووجب عليك إعادته، قال ابن قدامة رحمه الله: فإن سال فمه دما أو خرج إليه قلس أو قيء فازدرده أفطر وإن كان يسيرا؛ لأن الفم في حكم الظاهر، والأصل حصول الفطر بكل واصل منه. انتهى.
وأما إذا لم يكن شيء من ذلك وصل إلى فمك بحيث يمكنك مجه وطرحه، أو كان وصل وطرحته ولم تبتلعيه فصومك صحيح، وقد تناولنا هذه المسألة بشيء من التفصيل في الفتوى رقم: 136439. فانظريها، والواجب عليك فيما يستقبل أنه إذا وصل شيء من جوفك إلى فمك بحيث أمكن طرحه أن تطرحيه ولا تبتلعيه لئلا يفسد صومك بابتلاعه، ثم إن كان الاستلقاء على وضع معين ينتج عنه كثرة تصاعد تلك الأشياء من جوفك إلى فمك بحيث يكثر ذلك ويخشى معه وصول شيء إلى الجوف، فالأولى لك تجنب الكون على تلك الحال، كما نص الفقهاء على منع الصائم من بعض المباحات كالسباحة إذا علم أو غلب على ظنه وصول شيء إلى جوفه وانظري الفتوى رقم: 126908.
وأما إن كانت هذه الحرقة التي تشعرين بها لا يترتب عليها خروج شيء من جوفك إلى فمك فلا فطر بذلك أصلا كما مر، ونسأل الله لك العافية.
والله أعلم.