الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت قد علمت أن هذه الوسوسة تلبيس من الشيطان فاعلم أن العلاج الأمثل لها هو أن تعرض عنها وألا تلتفت إليها وألا تعيرها أي اهتمام، بل مهما عرض لك شيء من هذه الوساوس فاطرحه وراء ظهرك وأقبل على عبادتك غير مكترث به.
واعلم أن الأصل هو عدم انتقاض الوضوء وعدم خروج شيء من المذي أو غيره، فلا تفتش عن ذلك حتى يحصل لك اليقين الجازم بأنه قد خرج منك شيء، والأصل في الأشياء هو الطهارة فلا تدع الصلاة في ثوب معين أو بقعة معينة لمجرد الشك في أنه قد أصابته نجاسة، بل ابن على الأصل واعمل باليقين وهو بقاء طهارته، ولا تفتش ولا تبحث عما وراء ذلك فإنه من التنطع والاستسلام للوساوس والاسترسال معها.
واعلم أنه يكفي في الإسباغ في الوضوء والغسل غلبة الظن، فإذا غلب على ظنك أنك قد استوعبت غسل ما يجب غسله فلا تلتفت إلى ما يعرض لك من شك بعد هذا في أنك لم توصل الماء إلى موضع معين، وهكذا فافعل في جميع الأمور التي تعرض لك فيها الوساوس، فإنك إن استجبت لها واسترسلت معها فتحت على نفسك بابا عظيما من أبواب الشر، وجلبت إلى نفسك العناء والشقاء وعسرت على نفسك في حين أن الله عز وجل يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر، وانظر لمزيد الفائدة حول علاج الوساوس وكيفية التخلص منها الفتوى رقم: 134196 ورقم: 51601.
والله أعلم.