الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله لك حرصك على دعوة زميلتك إلى الاستقامة، وقيامك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعلمي أن علاقتك بتلك الفتاة إن كانت تضر بدينك، فالواجب عليك مقاطعتها، حتى لو ظننت أن ذلك يزيد نفورها من الحق، فإن محافظة الإنسان على سلامة دينه مقدمة على غيره، وقد تكون مقاطعتها رادعاً لها وسبباً في رجوعها للحق، فالقلوب بيد الله عز وجل والهداية أمرها إليه سبحانه، وقد يحسن بك أن تخبريها بسبب مقاطعتك لها مع التزامك بالخلق الطيب وتجنب الإساءة إليها، فذلك هو الهجر الجميل، قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
ولا مانع من مداومتك على الدعاء لها بظهر الغيب، فإن الله قريب مجيب، وراجعي في حكم الدراسة في الجامعات المختلطة الفتوى رقم: 2523.
والله أعلم.