الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ناقشنا مسألة التشريك بين نية القضاء ونية صوم الست من شوال، وبينا أن بعض العلماء أجاز ذلك، وبعضهم رأى حصول أجر صوم الست وإن لم ينو إلا القضاء، وبعضهم منع من التشريك ولم يصحح الصوم بالجمع بين النيتين كما لو جمع بين الظهر وسنتها، وانظري الفتوى رقم:128903.
وعليه، فصومك بالنيتين مختلف فيه بين العلماء فمنهم من يصححه ويرى أنك تستحقين أصل أجر النافلة ويسقط عنك القضاء، ومنهم من يرى أن القضاء لا يسقط عنك بذلك، والأحوط ـ بلا شك ـ هو أن تعيدي صيام تلك الأيام. وأما تعليقك نية الصوم قضاء على عدم جواز التشريك: فالظاهر أنه لا يجزئك، لانتفاء الجزم بالنية، وشرط صوم الفرض أن يكون بنية جازمة، قال في أسنى المطالب: ويجب في الصوم نية جازمة معينة كالصلاة، ولخبر: إنما الأعمال بالنيات ـ ومعينة بكسر الياء، لأنها تعين الصوم، وبفتحها، لأن الناوي يعينها ويخرجها عن التعلق بمطلق الصوم، وجميع ذلك يجب قبل الفجر في الفرض ولو نذرا أو قضاء أو كفارة أو كان الناوي صبيا. انتهى.
والله أعلم.